منتدى التمريض المصرى
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
يا ضيفنا إن زرتنا لوجدتنا نحن الضويف وأنت رب المنزل
منتدى التمريض المصرى
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
يا ضيفنا إن زرتنا لوجدتنا نحن الضويف وأنت رب المنزل
منتدى التمريض المصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التمريض المصرى

تمريض مصر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
وقل ربى زدنى علما
قول رأيك لتطوير مهنتك

 

 المراهقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 141
نقاط : 407
تاريخ التسجيل : 31/12/2010
العمر : 34
الموقع : https://nursing.7olm.org/

المراهقة Empty
مُساهمةموضوع: المراهقة   المراهقة I_icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 12:49 pm

المراهقة

تعد
المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي
تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني
الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى
الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية
والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان
فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية.

* مفهوم المراهقة:
ترجع
كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء،
فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت
منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما المراهقة في
علم النفس فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"،
ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي
والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات
عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.

وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ،
فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف
الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما
المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي
والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة،
كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة
المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة
إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة
ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا
الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
وجدير بالذكر أن وصول
الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي،
وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.
و للمراهقة
والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن
أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل
فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل
معاً عضوياً.

* مراحل المراهقة:
والمدة الزمنية التي تسمى
"مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي
بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
1- مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد

* علامات بداية مرحلة المراهقة وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية:
بوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:
1
- النمو الجسدي: حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين
الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة
الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع
الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين
بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.

2- النضوج الجنسي: يتحدد
النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة
ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين
وعلى الأعضاء التناسلية)، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي
هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع
زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في
حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام
الخامس عشر تقريباً.

3- التغير النفسي: إن للتحولات الهرمونية
والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية
والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن
يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف
والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث
القذف المنوي الأول، أي: مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم
هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم
الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر
والمراجع المتوافرة.

* مشاكل المراهقة:
يقول الدكتور عبد
الرحمن العيسوي: "إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى
أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي
يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع
المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف
من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط
المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص
إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست
مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات
في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي
الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات
للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش
فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في
المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية
والإسلامية، وهناك أشكال مختلفة للمراهقة، منها:
1- مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
2-
مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران،
ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3- مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
والصراع
لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ
عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له
قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي
سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري
المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا
يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس،
وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن
الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا
التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على
الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات
المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف
كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة
التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.

وفي بحث
ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم، أجرته الباحثة عزة تهامي
مهدي (الحاصلة على الماجستير في مجال الإرشاد النفسي) تبين أن أهم ما
يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم:

* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء.
* عدم قدرتهم على التميز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح.
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال.
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق.

* أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:
1-
الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع
بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة
ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره
الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد
الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو
صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي
بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.

2-
الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول
الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده
وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي
توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً
لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى
تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات
التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.

3- الخجل والانطواء:
فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على
الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة
ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم
الاجتماعي والانطواء والخجل.

4- السلوك المزعج: والذي يسببه رغبة
المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد
يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل
في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر
غيره.

5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته
وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل
يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراًَ من
الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية
والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة
خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة
طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.
ويوضح الدكتور أحمد المجدوب
الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مظاهر وخصائص مرحلة
المراهقة، فيقول هي:" الغرق في الخيالات، وقراءة القصص الجنسية والروايات
البوليسية وقصص العنف والإجرام، كما يميل إلى أحلام اليقظة، والحب من أول
نظرة، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطار، والميل إلى
التقليد، كما يكون عرضة للإصابة بأمراض النمو، مثل: فقر الدم، وتقوس
الظهر، وقصر النظر".

وفي حديثه مع موقع المسلم، يذكر الدكتور
المجدوب من مظاهر وسلوكيات الفتاة المراهقة: " الاندفاع، ومحاولة إثبات
الذات، والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها، و جنوحها لتقليد أمها في
سلوكياتها، وتذبذب وتردد عواطفها، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، وتميل
لتكوين صداقات مع الجنس الآخر، وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة
من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد
الأسرة، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية".
ويشير الخبير الاجتماعي
الدكتور المجدوب إلى أن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة،
مثل: " الانحرافات الجنسية، والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح،
وعدم التوافق مع البيئة، وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب"،
موضحاً "أن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في المنزل والمدرسة
من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، وأيضاً لضعف
التوجيه الديني".

ويوضح المجدوب أن مرحلة المراهقة بخصائصها
ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب، وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه
قدمه؛ إذا عدم التوجيه والعناية، مشيراً إلى أن أبرز المخاطر التي يعيشها
المراهقون في تلك المرحلة:" فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذي
يسعون إليه، وتناقض القيم التي يعيشونها، فضلاً عن مشكلة الفراغ ".
كما
يوضح أن الدراسات التي أجريت في أمريكا على الشواذ جنسياً أظهرت أن دور
الأب كان معدوماً في الأسرة، وأن الأم كانت تقوم بالدورين معاً، وأنهم عند
بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء ( أمهاتهم – أخواتهم -..... ) أكثر
من الرجال، و هو ما كان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسياً ".

* طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق:
قد
اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في
المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح
مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور
الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع
أو الإغراء".

كما أوصوا بأهمية " تشجيع النشاط الترويحي الموجه
والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب
توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة
والعمل الصيفي... إلخ".
كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من
مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور
تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم
الأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم
أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت
الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي
الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من
زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و
بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر،
هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن
المراهقة".

وقد أثبتت دراسة قامت بها الـ (Gssw) المدرسة المتخصصة
للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة على حوالي 400 طفل، بداية من سن
رياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5، 9، 15، 18، 21، أن
المراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها
بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها
الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض، هم الأقل ضغوطًا، والأكثر
إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة
للاكتئاب والضغوط النفسية.

* حلول عملية:
ولمساعدة الأهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله، نقدم فيما يلي نماذج لمشكلات يمكن أن تحدث مع حل عملي، سهل التطبيق، لكل منها.
المشكلة
الأولى: وجود حالة من "الصدية" أو السباحة ضد تيار الأهل بين المراهق
وأسرته، وشعور الأهل والمراهق بأن كل واحد منهما لا يفهم الآخر.
- الحل
المقترح: تقول الأستاذة منى يونس (أخصائية علم النفس): إن السبب في حدوث
هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، واختلاف
البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء، وهذا
طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان، فالوالدان يحاولان تسيير أبنائهم بموجب
آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، وبالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع
أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو
أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم - حتى إن فهموها - ليسوا على استعداد
لتعديل مواقفهم.
ومعالجة هذه المشكلة لا تكون إلا بإحلال الحوار
الحقيقي بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل، ولا بد من تفهم وجهة نظر
الأبناء فعلاً لا شكلاً بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف
به وبتفرده - حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه - وأن له
حقاً مشروعاً في أن يصرح بهذه الآراء. الأهم من ذلك أن يجد المراهق لدى
الأهل آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة، كما ينبغي
أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ، فالأخطاء طريق للتعلم،

وليختر الأهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق، بحيث يكونا غير مشغولين، وأن يتحدثا جالسين،
جلسة صديقين متآلفين، يبتعدا فيها عن التكلف والتجمل، وليحذرا نبرة التوبيخ، والنهر، والتسفيه..
حاولا
الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها "بنعم" أو "لا"، أو الأسئلة غير
الواضحة وغير المباشرة، وافسحا له مجالاً للتعبير عن نفسه، ولا تستخدما
ألفاظاً قد تكون جارحة دون قصد، مثل: "كان هذا خطأ" أو "ألم أنبهك لهذا
الأمر من قبل؟".

المشكلة الثانية:

شعور المراهق بالخجل والانطواء، الأمر الذي يعيقه عن تحقيق تفاعله
الاجتماعي، وتظهر عليه هاتين الصفتين من خلال احمرار الوجه عند التحدث،
والتلعثم في الكلام وعدم الطلاقة، وجفاف الحلق.
- الحل المقترح: إن
أسباب الخجل والانطواء عند المراهق متعددة، وأهمها: عجزه عن مواجهة مشكلات
المرحلة، وأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي ينشأ عليه، فالتدليل الزائد
والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته،
لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فيحدث
صراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي، والانطواء والخجل عند
التحدث مع الآخرين.

ولعلاج هذه المشكلة ينصح بـ: توجيه المراهق
بصورة دائمة وغير مباشرة، وإعطاء مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه،
والتسامح معه في بعض المواقف الاجتماعية، وتشجيعه على التحدث والحوار
بطلاقة مع الآخرين، وتعزيز ثقته بنفسه.

المشكلة الثالثة:

عصبية المراهق واندفاعه، وحدة طباعه، وعناده، ورغبته في تحقيق مطالبه
بالقوة والعنف الزائد، وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين
به.
- الحل المقترح: يرى الدكتور عبد العزيز محمد الحر، أن لعصبية
المراهق أسباباً كثيرة، منها: أسباب مرتبطة بالتكوين الموروث في الشخصية،
وفي هذه الحالة يكون أحد الوالدين عصبياً فعلاً، ومنها: أسباب بيئية، مثل:
نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب.
كما
أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية، والتصرف معهم بعنف، يؤدي بهم إلى
أن يتصرفوا ويتكلموا بالطريقة نفسها، بل قد يتمادوا للأشد منها تأثيراً،
فالمراهقون يتعلمون العصبية في معظم الحالات من الوالدين أو المحيطين بهم،
كما أن تشدد الأهل معهم بشكل مفرط، ومطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم
من التصرفات والسلوكيات، يجعلهم عاجزين عن الاستجابة لتلك الطلبات،
والنتيجة إحساس هؤلاء المراهقين بأن عدواناً يمارس عليهم، يؤدي إلى توترهم
وعصبيتهم، ويدفعهم ذلك إلى عدوانية السلوك الذي يعبرون عنه في صورته
الأولية بالعصبية، فالتشدد المفرط هذا يحولهم إلى عصبيين، ومتمردين.

وهناك
أسباب أخرى لعصبية المراهقين كضيق المنزل، وعدم توافر أماكن للهو، وممارسة
أنشطة ذهنية أو جسدية، وإهمال حاجتهم الحقيقية للاسترخاء والراحة لبعض
الوقت.
ويرى الدكتور الحر أن علاج عصبية المراهق يكون من خلال
الأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم، فلا بد للمراهق من الشعور
بالأمان في المنزل.. الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في
الدراسة، والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم
معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في
التعامل مع الأبناء ضروري؛ لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة
للعصبية، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها، والاستقلالية
مهمة، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم
بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فالاستقلالية شعور محبب لدى
الأبناء خصوصاً في هذه السن، ولابد من الحزم مع المراهق، فيجب ألا يترك
لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد،
وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها،
وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها.

المشكلة
الرابعة: ممارسة المراهق للسلوك المزعج، كعدم مراعاة الآداب العامة،
والاعتداء على الناس، وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة، وقد يكون
الإزعاج لفظياً أو عملياً.
- الحل المقترح: من أهم أسباب السلوك المزعج
عند المراهق: رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة،
والأفكار الخاطئة التي تصل لذهنه من أن المراهق هو الشخص القوي الشجاع،
وهو الذي يصرع الآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى، وأيضاً الإحباط
والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة، وتقليد الآخرين والاقتداء
بسلوكهم الفوضوي، والتعثر الدراسي، ومصاحبة أقران السوء.
أما مظاهر
السلوك المزعج، فهي: نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات
المرتجلة، واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة، وتعبير المراهق عن
نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة (الصراخ، الشتم، السرقة، القسوة،
الجدل العقيم، التورط في المشاكل، والضجر السريع، والتأفف من الاحتكاك
بالناس، وتبرير التصرفات بأسباب واهية، والنفور من النصح، والتمادي في
العناد).

أما مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات
التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات، وإشغاله بالخير والأعمال
المثمرة البناءة، وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه، ونفي العلاقة المزعومة
بين الاستقلالية والتعدي على الغير، وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من
الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين، وإرشاده لبعض الطرق
لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة، وتعزيز المبادرات الإيجابية إذا
بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين من خلال المدح
والثناء، والابتعاد عن الألفاظ الاستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب
التوبيخ قدر المستطاع.

المشكلة الخامسة:
تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة
تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نحو التمرد السلبي على الأسرة وقيم
المجتمع، ويظهر ذلك في شعوره بضعف الانتماء الأسري، وعدم التقيد بتوجيهات
الوالدين، والمعارضة والتصلب في المواقف، والتكبر، والغرور، وحب الظهور،
وإلقاء اللوم على الآخرين، التلفظ بألفاظ نابية.
- الحل المقترح: إن
غياب التوجيه السليم، والمتابعة اليقظة المتزنة، والقدوة الصحيحة يقود
المراهق نحو التمرد، ومن أسباب التمرد أيضاً: عيش المراهق في حالة صراع
بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة
الشباب التي تكثر فيها المسؤوليات، وكثرة القيود الاجتماعية التي تحد من
حركته، وضعف الاهتمام الأسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة، وتأنيب
الوالدين له أمام إخوته أو أقربائه أو أصدقائه، ومتابعته للأفلام والبرامج
التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية والاجتماعية والعنف.
ويرى كل
من الدكتور بدر محمد ملك، والدكتورة لطيفة حسين الكندري أن علاج تمرد
المراهق يكون بالوسائل التالية: السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره
الشخصية، وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح
والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية، وتقوية الوازع الديني من
خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل
والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، ولا بد من تكثيف
جرعات الثقافة الإسلامية، حيث إن الشريعة الإسلامية تنظم حياة المراهق لا
كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات، والاشتراك مع
المراهق في عمل أنشطة يفضلها، وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول
التوافق وبناء جسور التفاهم، وتشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ
القرارات بصورة جماعية مقنعة، والسماح للمراهق باستضافة أصدقائه في البيت
مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت، والحذر من البرمجة
السلبية، وتجنب عبارات: أنت فاشل، عنيد، متمرد، اسكت يا سليط اللسان، أنت
دائماً تجادل وتنتقد، أنت لا تفهم أبداً...إلخ؛ لأن هذه الكلمات والعبارات
تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من
العلاج.


المراهقة: التعامل مع المرحلة وفق النظرية الإسلامية

تطرقنا معكم في الحلقة السابقة من هذه القضية لعدة جوانب، وهي:
مفهوم المراهقة
مراحل المراهقة
علامات بداية مرحلة المراهقة، وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية
مشاكل المراهقة
أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق
طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق
ونستكمل معكم عرض باقي الجوانب في تلك القضية، وهي كالتالي:

* كيف عالج الإسلام مرحلة المراهقة؟
يقول
الدكتور أحمد المجدوب (المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية
بالقاهرة)، أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قد سبق الجميع بقوله: "علموا
أولادكم الصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".

ويدلل
المجدوب بالدراسة التي أجراها عالم أمريكي يدعى " ألفريد كنسي" بعنوان "
السلوك الجنسي لدى الأمريكيين"، والتي طبقها على 12 ألف مواطن أمريكي من
مختلف شرائح المجتمع، والتي أثبتت أن 22 % ممن سألهم عن أول تجربة لممارسة
الجنس قالوا: إن أول تجربة جنسية لهم كانت في سن العاشرة، وأنها كانت في
فراش النوم، وأنها كانت مع الأخ أو الأخت أو الأم !!


ويستطرد
المجدوب قائلاً: " وانتهت الدراسة التي أجريت في مطلع الأربعينيات، إلى
القول بأن الإرهاصات الجنسية تبدأ عند الولد والبنت في سن العاشرة"، ويعلق
المجدوب على نتائج الدراسة قائلا: " هذا ما أثبته نبينا محمد _صلى الله
عليه وسلم_ قبل ألفريد كنسي بـ 14 قرناً من الزمان ! ولكننا لا نعي تعاليم
ديننا ".


ويقول المجدوب: " لقد اتضح لي من خلال دراسة ميدانية
شاملة قمت بها على عينة من 200 حالة حول (زنا المحارم) الذي أصبح منتشراً
للأسف، أن معظم حالات زنا المحارم كانت بسبب النوم المشترك في نفس الفراش
مع الأخت أو الأم أو...، وهو ما حذرنا منه الرسول _صلى الله عليه وسلم_
بقوله: " وفرقوا بينهم في المضاجع".


واستطرد المجدوب يقول: "
البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تقول: إن
هناك 20 % من الأسر المصرية تقيم في غرفة واحدة، وأن كل 7 أفراد منهم
ينامون متجاورين! ".

ويشير المجدوب إلى أن دراسته عن زنا المحارم
انتهت إلى نتيجة مؤداها أن أحد أهم الأسباب لدى مرتكبي جرائم زنا المحارم
هو الانخفاض الشديد في مستوى التدين، والذي لم يزد على أفضل الأحوال عن 10
%، هذا طبعاً عدا الأسباب الأخرى، مثل: انتشار الخمر بين الطبقات الدنيا
والوسطى، و اهتزاز قيمة الأسرة، و الجهل، والفقر، و....

ويرجع
المجدوب هذه الظاهرة إلى "الزخم الجنسي وعوامل التحريض والإثارة في الصحف
والمجلات والبرامج والمسلسلات والأفلام التي يبثها التلفاز والسينما والدش
فضلاً عن أشرطة الفيديو"، منبهاً إلى خطورة افتقاد القدوة وإلى أهمية "
التربية الدينية في تكوين ضمير الإنسان".

ويضيف المجدوب أنه " وفقاً
لآخر بيان صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر يؤكد أن
هناك 9 مليون شاب وفتاة من سن 20 سنة إلى 35 سنة لا يستطيعون الزواج، كما
أن هناك 9 مليون آخرين ممن تعدو سن 35 سنة قد فاتهم قطار الزواج وأصبحوا
عوانس !!!


* النظرية الإسلامية في التربية:
وتقوم النظرية
الإسلامية في التربية على أسس أربعة،هي: ( تربية الجسم، وتربية الروح،
وتربية النفس، وتربية العقل)، وهذه الأسس الأربعة تنطلق من قيم الإسلام،
وتصدر عن القرآن والسنة ونهج الصحابة والسلف في المحافظة على الفطرة التي
فطر الله الناس عليها بلا تبديل ولا تحريف، فمع التربية الجسمية تبدأ
التربية الروحية الإيمانية منذ نعومة الأظفار.

وقد اهتم الإسلام
بالصحة النفسية والروحية والذهنية، واعتبر أن من أهم مقوماتها التعاون
والتراحم والتكافل وغيرها من الأمور التي تجعل المجتمع الإسلامي مجتمعاً
قوياً في مجموعه وأفراده، وفي قصص القرآن الكريم ما يوجه إلى مراهقة
منضبطة تمام الانضباط مع وحي الله _عز وجل_، وقد سبق الرسول _صلى الله
عليه وسلم_ الجميع بقوله:"لاعبوهم سبعًا وأدبوهم سبعًا وصادقوهم سبعًا، ثم
اتركوا لهم الحبل على الغارب".

و قد قدم الإسلام عدداً من المعالم التي
تهدي إلى الانضباط في مرحلة المراهقة، مثل:" الطاعة: بمعنى طاعة الله
وطاعة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وطاعة الوالدين ومن في حكمهما، وقد أكد
القرآن الكريم هذه المعاني في وصية لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه قال: "يَا
بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (لقمان:
من الآية13).


أيضاً هناك:" الاقتداء بالصالحين، وعلى رأس من يقتدي
بهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فالإقتداء به واتباع سنته من أصول
ديننا الحنيف، قال الله _عز وجل_: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " [الأحزاب:21].

كما
اعتبر الإسلام أن أحد أهم المعالم التي تهدى إلى الانضباط في مرحلة
المراهقة:" التعاون والتراحم والتكافل؛ لأنه يجعل الفرد في خدمة المجتمع،
ويجعل المجتمع في خدمة الفرد، و الدليل على ذلك ما رواه أحمد في مسنده عن
النعمان بن بشير _رضي الله عنه_ عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه
قال:" مثل المؤمن كمثل الجسد إذا اشتكى الرجل رأسه تداعى له سائر جسده".

ولم
ينس الإسلام دور الأب في حياة ابنه، وكذلك تأثير البيئة التي ينشأ فيها
الفتى في تربيته ونشأته، فقد روي في الصحيحين عن رسول الله _صلى الله عليه
وسلم_، أنه قال: " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه
أو يمجّسانه".


ويشير الدكتور محمد سمير عبد الفتاح (أستاذ علم
النفس، مدير مركز البحوث النفسية بجامعة المنيا)، إلى أن: " المراهق يحتاج
إلى من يتفهم حالته النفسية ويراعي احتياجاته الجسدية، ولذا فهو بحاجة إلى
صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وعطف وصراحة، صديق يستمع إليه حتى
النهاية دون مقاطعة أو سخرية أو شك، كما يحتاج إلى الأم الصديقة والأب
المتفهم".

وفي حديثه لموقع المسلم ، يدعو (الخبير النفسي) الدكتور سمير
عبد الفتاح أولياء الأمور إلى " التوقف الفوري عن محاولات برمجة حياة
المراهق، ويقدم بدلاً منها الحوار، و التحلي بالصبر، واحترم استقلاليته
وتفكيره، والتعامل معه كشخص كبير، وغمره بالحنان وشمله بمزيد من الاهتمام".

وينصح
الدكتور عبد الفتاح الأمهات بضرورة " إشراك الأب في تحمل عبء تربية أولاده
في هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم"، ويقول للأم: " شجعي ابنك وبثي التفاؤل
في نفسه، وجملي أسلوبك معه، واحرصي على انتقاء الكلمات كما تنتقي أطايب
الثمر".


ويوجه عبد الفتاح النصح للأب قائلاً: " أعطه قدراً من
الحرية بإشرافك ورضاك، لكن من المهم أن تتفق معه على احترام الوقت
وتحديده، وكافئه إن أحسن كما تعاقبه إن أساء، حاول تفهم مشاكله والبحث معه
عن حل، اهتم بتوجيهه إلى الصحبة الصالحة، كن له قدوة حسنة ومثلاً أعلى،
احترم أسراره وخصوصياته، ولا تسخر منه أبدًا".

ويضيف عبد الفتاح
موجها كلامه للأب:" صاحبه وتعامل معه كأنه شاب، اصطحبه إلى المسجد لأداء
الصلاة وخاصة الجمعة والعيدين، أَجِب عن كل أسئلته مهما كانت بكل صراحة
ووضوح ودون حرج، وخصص له وقتاً منتظماً للجلوس معه، وأشركه في النشاطات
الاجتماعية العائلية كزيارة المرضى وصلة الأرحام، نمِّ لديه الوازع الديني
وأشعره بأهمية حسن الخلق ".

كما ينصح الدكتور عبد الفتاح الأمهات
بمراعاة عدد من الملاحظات المهمة في التعامل مع بناتهن في مرحلة المراهقة
فيؤكد بداية أن على الأمهات أن يتعلمن فن معاملة المراهقات، ويقول للأم:"
أعلميها أنها تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة تسمَّى مرحلة
التكليف، وأنها كبرت وأصبحت مسؤولة عن تصرفاتها، قولي لها: إنها مثلما
زادت مسؤولياتها فقد زادت حقوقها، وإنها أصبحت عضوًا كاملاً في الأسرة
تشارك في القرارات، ويؤخذ رأيها فيما يخصها، وتوكل له مهام تؤديها للثقة
فيها وفي قدراتها، علميها الأمور الشرعية كالاغتسال، وكيفية التطهر، سواء
من الدورة الشهرية أو من الإفرازات".


ويضيف عبد الفتاح: " ابتعدي
عن مواجهتها بأخطائها، أقيمي علاقات وطيدة وحميمة معها، دعمي كل تصرف
إيجابي وسلوك حسن صادر عنها، أسري لها بملاحظات ولا تنصحيها على الملأ فإن
(لكل فعل ردة فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه)، اقصري استخدام
سلطتك في المنع على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، واستعيني بالله
وادعي لها كثيراً، ولا تدعي عليها مطلقاً، و تذكري أن الزمن جزء من
العلاج".

ويضيف الدكتور سمير عبد الفتاح (مدير مركز البحوث النفسية)
قائلاً:" افتحي قناة للاتصال معها، اجلسي وتحاوري معها لتفهمي كيف تفكر،
وما ذا تحب من الأمور وماذا تكره؟ واحذري أن تعامليها كأنها ند لك ولا
تقرني نفسك بها، وعندما تجادلك أنصتي لملاحظاتها وردي عليها بمنطق وبرهان،
إذا انتقدت فانتقدي تصرفاتها ولا تنتقديها هي كشخص، وختاماً استعيني بالله
ليحفظها لك ويهديها".


* فهم المرحلة.. تجاوز ناجح لها:
إن
المشاكل السابقة الذكر، سببها الرئيس هو عدم فهم طبيعة واحتياجات هذه
المرحلة من جهة الوالدين، وأيضاً عدم تهيئة الطفل أو الطفلة لهذه المرحلة
قبل وصولها.

ولمساعدة الوالدين على فهم مرحلة المراهقة، فقد حدد بعض
العلماء واجبات النمو التي ينبغي أن تحدث في هذه المرحلة للانتقال إلى
المرحلة التالية، ومن هذه الواجبات ما يلي:

1- إقامة نوع جديد من العلاقات الناضجة مع زملاء العمر.
2- اكتساب الدور المذكر أو المؤنث المقبول دينياً واجتماعياً لكل جنس من الجنسين.
3- قبول الفرد لجسمه أو جسده، واستخدام الجسم استخداماً صالحاً.
4- اكتساب الاستقلال الانفعالي عن الوالدين وغيرهم من الكبار.
5- اختيار مهنة والإعداد اللازم لها.
6- الاستعداد للزواج وحياة الأسرة.
7- تنمية المهارات العقلية والمفاهيم الضرورية للكفاءة في الحياة الاجتماعية.
8- اكتساب مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية التي تهديه في سلوكه.

ويرى
المراهق أنه بحاجة إلى خمسة عناصر في هذه المرحلة، وهي: الحاجة إلى الحب
والأمان، والحاجة إلى الاحترام، والحاجة لإثبات الذات، والحاجة للمكانة
الاجتماعية، والحاجة للتوجيه الإيجابي.


* تهيئة المراهق:
ولتحقيق
واجبات النمو التي حددها العلماء، وحاجات المراهق في هذه المرحلة، على
الأهل تهيئة ابنهم المراهق لدخول هذه المرحلة، وتجاوزها دون مشاكل، ويمكن
أن يتم ذلك بخطوات كثيرة، منها:

1- إعلام المراهق أنه ينتقل من مرحلة
إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، تعني أنه كبر وأصبح
مسؤولاً عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف؛ لأن الإنسان يصبح محاسباً
من قبل الله _تعالى_؛ لأنه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله
قادراً على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته.

وأنه مثلما زادت مسؤولياته
فقد زادت حقوقه، وأصبح عضواً كاملاً في الأسرة يشارك في القرارات، ويؤخذ
رأيه، وتوكل له مهام يؤديها للثقة فيه وفي قدراته.


2- أن هناك
تغيرات جسدية، وعاطفية، وعقلية، واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بنائه، وأن
ذلك نتيجة لثورة تحدث داخله استعداداً أو إعدادا لهذا التغير في مهمته
الحياتية، فهو لم يعد طفلاً يلعب ويلهو، بل أصبح له دور في الحياة، لذا
فإن إحساسه العاطفي نحو الجنس الآخر أو شعوره بالرغبة يجب أن يوظف لأداء
هذا الدور، فالمشاعر العاطفية والجنسية ليست شيئاً وضيعاً أو مستقذراً؛
لأن له دوراً هاماً في إعمار الأرض وتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان.
ولذا فهي مشاعر سامية إذا أحسن توظيفها في هذا الاتجاه، لذا يجب أن يعظم
الإنسان منها ويوجهها الاتجاه الصحيح لسمو الغاية التي وضعها الله في
الإنسان من أجلها، لذا فنحن عندما نقول: إن هذه العواطف والمشاعر لها
طريقها الشرعي من خلال الزواج، فنحن نحدد الجهة الصحيحة لتفريغها وتوجيهها.


3-
أن يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة
والاغتسال، ويكون ذلك مدخلاً لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول
هذه المسألة، حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية يمكن أن تضره
أو ترشده إلى خطأ أو حرام.


4- التفهم الكامل لما يعاني منه
المراهق من قلق وعصبية وتمرد، وامتصاص غضبه؛ لأن هذه المرحلة هي مرحلة
الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق شخصاً سهل الاستثارة والغضب، ولذلك على
الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس ابنهم، وقد يكون من المفيد القول
مثلاً: "أنا أعرف أن إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج،
لكن على ما يبدو أن هناك أمراً آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغب بالحديث عنه؟"
لأن ذلك يشجع المراهق على الحديث عما يدور في نفسه.


5-
إشاعة روح الشورى في الأسرة؛ لأن تطبيقها يجعل المراهق يدرك أن هناك رأياً
ورأياً آخر معتبراً لا بد أن يحترم، ويعلمه ذلك أيضاً كيفية عرض رأيه
بصورة عقلانية منطقية، ويجعله يدرك أن هناك أموراً إستراتيجية لا يمكن
المساس بها، منها على سبيل المثال: الدين، والتماسك الأسري، والأخلاق
والقيم.


* التعامل مع المراهق علم وفن:
ومن جهتها تقدم
(الخبيرة الاجتماعية) الدكتورة مُنى يونس، الحاصلة على جائزة الدكتور شوقي
الفنجري للدعوة والفقه الإسلامي عام 1995م، وصفة علاجية وتوجيهات عملية
لأولياء الأمور في فنون التعامل مع أبنائهم وبناتهم المراهقين، فتقول: "
إياكم أن تنتقدوهم أمام الآخرين، وأنصتوا لهم باهتمام شديد عندما يحدثوكم،
ولا تقاطعوهم، ولا تسفهوا آراءهم".


وفي حديثها لموقع المسلم ، تدعو
الخبيرة الاجتماعية الدكتورة منى يونس أولياء الأمور لتجنب مخاطبة أبنائهم
وبناتهم المراهقين بعدد من العبارات المحبطة بل والمحطمة، مثل: ( أنا أعرف
ما ينفعك، لا داعي لأن تكملي حديثك.. أستطيع توقع ما حدث، فلتنصتي إليّ
الآن دون أن تقاطعيني، اسمعي كلامي ولا تناقشيني، يا للغباء.. أخطأت مرة
أخرى!، يا كسولة، يا أنانية، إنك طفلة لا تعرفين مصلحتك).

وتقول
الخبيرة الاجتماعية: " لقد أثبتت الدراسات أن عبارات المديح لها أثر
إيجابي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى أطفال كانوا يعانون من صعوبات
التعلم ونقص التركيز".

و تضرب الدكتورة منى مثالاً ببعض عبارات المديح
المحببة إلى قلوب الأبناء والبنات من المراهقين، مثل: ( بارك الله فيك، ما
شاء الله، رائع، يا لك من فتاة، أحسنت، لقد تحسنت كثيراً، ما فعلته هو
الصواب، هذه هي الطريقة المثلى، أفكارك رائعة، إنجاز رائع، يعجبني اختيارك
لملابسك، استمر، إلى الأمام، أنا فخور بك، يا سلام، عمل ممتاز، لقد أحسست
برغبتك الصادقة في تحمل المسؤولية، أنت محل ثقتي، أنت ماهر في هذا
العمل،... ).


احرصوا على استعمال أساليب التشجيع والثناء الجسدية، مثل ( الابتسامة، الاحتضان، مسك الأيدي، اربت على كتفه، المسح على الرأس،.... ).
وتختتم
الخبيرة الاجتماعية الدكتورة مُنى يونس، حديثها بتوصية أولياء الأمور
بمراعاة عدد من القواعد والتوجيهات العامة في التعامل مع الأولاد في مرحلة
المراهقة، فتقول لولي الأمر:-

• اهتم بإعداده لمرحلة البلوغ، وضح له أنها من أجمل أوقات حياته.
• اشرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط.
• أظهر الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك.
• اهتم بمظهره، واترك له حرية الاختيار.
• استضف أصدقاءه وتعرف عليهم عن قرب، وأبد احتراماً شديداً لهم.
• امدح أصدقاءه ذوي الصفات الحسنة مع مراعاة عدم ذم الآخرين.
• شجِّعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحدًا لا يريده.
• احرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة.
• احرص على تناول وجبات الطعام معهم.
• أظهر فخرك به أمام أعمامه وأخواله وأصدقائه؛ فهذا سيشعرهم بالخجل من أخطائهم.

اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء
الرجولة ومسؤولياتها؛ فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله
جديرًا بالانتماء إلى ذلك العالم.

• شجِّعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعًا معينًا من الرياضة.
• اقترح عليه عدَّة هوايات، وشجِّعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه.
• كافئه على أعماله الحسنة.
• تجاهل تصرفاته التي لا تعجبك.
• تحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب.
• احرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه.
• قم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه وأبرِز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته.
• اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب.
• محاولة الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله.
• الابتعاد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة.
• العيش قليلاً داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم.

ختاماً...
يجب
على الأهل استثمار هذه المرحلة إيجابياً، وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات
المراهق لصالحه شخصياً، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى
دون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nursing.7olm.org
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 141
نقاط : 407
تاريخ التسجيل : 31/12/2010
العمر : 34
الموقع : https://nursing.7olm.org/

المراهقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المراهقة   المراهقة I_icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 12:51 pm

الفتاة المراهقة




التجاهل والمسؤولية خطر على المراهق

يقول
أحد علماء النفس الروس: عندما يبلغ الأطفال درجة جادة من النمو أي البلوغ
الجنسي، تبدأ حينذاك الاضطرابات النفسية المختلفة لديهم، ففي هذه المرحلة
عادة تتنازع نفسيات الأحداث اطباع متناقضة ففي الوقت الذي تطبع سلوكهم
وتعاملهم مع الآخرين الوداعة والحلم تجدهم في ذات الوقت حادّي الطباع
ويغضبون عند أدنى إثارة.

ومن هنا فإن مرحلة المراهقة هي أكثر مراحل الحياة تأزماً، والتعامل معها أصعب وأشق بالنسبة لأولياء الأمور.

إن
كثير من المشاكل التي يتعرض لها الناس تعود في أسبابها إلى عاملي الجهل
والغفلة، ولا يخفى إن أغلب أولياء الأمور، خصوصاً في بلدان العالم الثالث،
لا يعرفون شيئاً عن الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم، إن لم يكن
الجهل بمجمل العلوم النفسية، والنظر إليها بعين الخجل والحياء والإزدراء،
لذا فإن الآباء لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم كما ينبغي أو كما تتطلبه
الحالة، فضلاً عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحيان كثيرة.

وتبقى
المشكلة الأهم هي تغافل الآباء والأمهات للأشياء التي يعونها، ومن هنا فإن
أولياء الأمور جميعاً يدركون ضرر البيئات الاجتماعية المنحرفة، ويعرفون
جيداً أن هناك أشخاصاً فاسدين ومفسدين، وفي جميع المجتمعات، يتعرضون إلى
الآخرين، ومع ذلك لا تأخذ هذه المسألة موقعها الحقيقي من الاهتمام. علاوة
على تجاهل الآباء للأبناء أنفسهم، فلا يولوهم الاهتمام المطلوب، ويبرر هذا
الإهمال والتجاهل تحت عناوين مختلفة كصعوبة الحياة وظروف العمل القاسية
وغيرها من الأمور، والتي وإن كانت صحيحة إلا أنها لا يصح أن تكون مبرراً
لتجاهل الأبناء والتقصير في تربيتهم ورعايتهم وتنشئتهم النشأة السليمة
والصالحة.

وهناك
من يذهب إلى أبعد من ذلك في (الظلم)، وذلك بأن يكون السبب لإهمال بعض
الآباء لأبنائهم، لكونهم من جنس معين أو قبح أشكالهم، أو لنقص عضوي فيهم،
لذا ترى أن العلاقة التي تربط أولياء أمورهم بهم لا تتجاوز حدود توفير
الطعام واللباس دون أن يلتفت هؤلاء مثلاً إلى إن إنجاب الذكور أو الأناث
هو أمر خارج عن إرادة الزوجين، وهو قدر إلهي مقدّر، وقد أشار النبي (صلى
الله عليه وآله) لذلك في الحديث القدسي:

(من لم يرض بقضائي ولا يؤمن بقدري، فليبحث له عن إله غيره).

ومن ذلك، تبرز المسؤولية الكبرى على الآباء والمربين تجاه الاهتمام بهذا الجيل والاهتمام بتربيته ومن عدة زوايا:

1 ـ إن تربية الأبناء حق وواجب على الآباء لأبنائهم.

2 ـ إن تربية الأبناء وتنشئتهم النشأة الصالحة تقع تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

3 ـ إن تربية الأبناء هو مطلب اجتماعي مشترك، فآثار نتائجه (سلباً إو إيجاباً) ستكون على مستوى المجتمع وإن كان الأثر على مستوى الفرد.

4 ـ إن تربية الأبناء هو استجابة لدعوة الإسلام ووصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) والتي تقول:

(عليكم بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير).

لذا
فإن تربية الجيل الجديد وإعطاءه الاهتمام المطلوب وخلق الجيل الصالح منه
وحفظ المجتمع وبناء الحضارة، هو مسؤولية الجميع، ولعل الأخص في ذلك المطلب
الفتيات اللاتي هن أمهات الغد ومربيات الرجال، والنساء في المستقبل من
حياة المجتمع، وبالأصل أن الناس ـ كما يرى الإسلام ـ أمانات بأيدي بعضهم..
فالولد أمانة الله بيد الوالدين، والزوجة أمانة بيد الزوج.

العاطفة عند المراهِقة






ولأن
الله الخالق والمدبر قد جعل كل شيء في ميزان، فإن الإنسان وكسائر
المخلوقات (الإنسان، النبات، الحيوان) وفي كل مراحل (النمو) يكون ما عنده
من غرائز وقوى وملكات بصورة موزونة وبكل دقة، فلا إفراط ولا تفريط، ولا
ظلم ولا عبث، تعالى الله عما يصفون.

ومن
هنا، فإن النمو العضوي المتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر،
يرافقه نشاط فطري وغريزي من نوع آخر، فتتحرك العواطف والمشاعر في مجال
جديد يترك آثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياء الأمور أمام واقع
جديد.


فإن
الفتاة في مرحلة المراهقة، تمر بدور التفتح والنشاط العاطفي الخاص، حيث
تغادر الفتاة تعلقها بوالديها، وتتجه بعواطفها واهتماماتها إلى بنات سنها،
وإلى أبناء الجنس الآخر، وإلى الحياة الزوجية.

ومن
العلامات البارزة في مرحلة المراهقة، سرعة التبدل العاطفي، حيث أنها قلقة
وغير مستقرة على حال أو لون معين، ففي الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه
الفئة العمرية مسرورين ومنبسطين، يمكن أن تتغير هذه الحالة ليحل محلها
الغم والهم لأتفه الأسباب، فتارة يحبون بشدة وأخرى يكرهون بشدة.

كما إنه وقبل أن تتمركز عواطف الفتاة وتستقر حول الجنس الآخر فإنها تتعرض إلى نوع من القلق والاضطراب الممزوج بالحيرة.

يرى
موريس دبس، إن الإناث تنجذب إلى الحب مبكراً، وإن عاطفة الحب لدى الإناث
هي أخصب مما لدى الذكور بكثير إلا إنهن مختلفات عن الذكور في مجال
الاستمتاع الجنسي.

كما إن الإناث يرغبن في أن يكن محور ومركز الجذب في الحب وليس العكس، وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق العاطفية بين الجنسين.

وفي
ذات الوقت، فإن الإناث في مرحلة المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الإخلاص
والصدق، وبميل عاطفي شديد إلى التضحية من أجل ما يحببن، وإن الخطر الذي
يكمن هنا هو تغلّب الشعور العاطفي الطافح على المنطق والتفكير السليم
الأمر الذي تدعو إلى إعمال الرقابة عليه وترشيده باستمرار.

حياء المراهِقة

يكتسب
الجمال العضوي لدى الفتيات أهمية استثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجماً
مع نظرتهن إليه، كلما زاد تعلقهن واستمتاعهن به إلى درجة يتحول معها
الاهتمام بهذا الجانب عند بعض المراهقات، إلى نوع من العبودية والهيام
المفرط بالجسد.

ولا
يقتصر اهتمام الفتاة المراهقة بالجمال عند الجانب العضوي وحسب، بل يتجاوزه
إلى الاهتمام بالكمالات الأخرى أيضاً، إنهن يسعين إلى بلوغ حد الكمال في
مجالات العلم، والأخلاق، والأدب، وحتى العبادة، وخصوصاً عندما يتلبسن
بلباس أصحاب القيم والمبادئ ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك.

وكما
تمتاز الفتاة في مرحلة المراهقة بالكبرياء والغرور، تمتاز بخصلة الحياء
والخجل أيضاً، وهذه الأخيرة تعدّ نعمة كبيرة لهن، وصيانة من كثير من حالات
السقوط والانحراف. فإذا قل الحياء قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب،
وقد أشار الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى هذا المعنى بقوله:

(من قل حياؤه قل ورعه).

إن
الفتاة المراهقة تقع تحت قوتين: قوة التوجه والرغبة بالاستمتاع بالجديد من
اللذائذ من جهة، وحالة الحياء والخجل التي تحول دون اطلاق العنان لرغباتها
من جهة أخرى، وإذا قدر لهذا الحياء أن يزول بنحو أو آخر، فإن حصن الفتاة
يكون قد إنهار على رأسها، ولدينا في الإسلام روايات وأحاديث تشير إلى هذا
المعنى، وتفيد بأن اللمسة الأولى تزيل ثلث الحياء، وأول ارتباط جنسي يزيل
الثلث الثاني... وهكذا، وبالتالي يجب أن ندرك حقيقة أن الحياء حصن الفتاة،
و(لا إيمان كالحياء والصبر).

يقول
العلماء: إن سن المراهقة هي سن الحساسية المفرطة والتأثر السريع بالأشياء
، حيث ينثار وينزعج بشدة لأبسط المسائل التي لا تتوافق مع ميوله ورغباته،
وتصبح الأوضاع بنظره جحيماً لا يطاق إذا ما شعر بأدنى ظلم أو تمييز بحقه،
وهو ما يلفت انتباه أولياء الأمور والمربين إليه بشدة.

وفيما يخص أسباب هذه الحالة فقد أرجعها البعض إلى صحة ونشاط الغريزة.

ويقول فريق آخر إنها ناتجة عن ظروف نفسية متأزمة،.

وذهب الآخرون إلى اعتبارها ناشئة عن دقة العاطفة، وحب التفوق الذي غالباً ما تواجهه عقبات.

سلوك الفتاة المراهِقة

يرى فريق من المتخصصين مرحلة المراهقة بأنها واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزماً، وقد شبهوها بالعاصفة العاتية، وقالوا:

إن
هذه العاصفة تهز المراهق هزاً عنيفاً إلى درجة يمكن معها القول إنه يعيش
خلالها حالة من القلق والاضطراب والحيرة الشديدة، وما أكثر المراهقين
والمراهقات الذين يتعرضون إلى صدمات نفسية وأخلاقية كبيرة إثر هذه
العاصفة، ويتسببون في مشكلات واحراجات عديدة لأسرهم وللقائمين على أمور
التربية.

ولذلك،
فإن التوجه أو السلوك الذي يتحرك بدوافع العواطف والأحاسيس، وخاصة فيما
إذا كانت تلك التصرفات السلوكية غير منضبطة وليس لها إطاراً محدداً، هو
السبب الحقيقي في حصول الكثير من المشاكل الأخلاقية.

إن
ما درجت الأعراف عليه هو إن الأبناء يطعيون أوامر الأبوين قبل سن
المراهقة، ويبدون خضوعهم التام وعدم إبداء ما يدل على الرفض والمقاومة
وحتى في حالة تعرضهم إلى الضرب والعقاب من قبلهما.

إلا
إن ماتواجهه الأسرة في مرحلة المراهقة في سلوك الفتاة، ما تعتبر فيه
الفتاة المراهقة نفسها قد كبرت ولا تفرق عن والدتها في شيء، ولابد أن تكون
المعاملة معها على نحو آخر.

لذا
فإنها لا تعتبر أوامر ونواهي الوالدين على إنها مسلّمات يجب الالتزام بها،
وإنما تعمل فيها فكرها وتتخذ القرار الذي تقتنع به وإن كان متعارضاً مع
رأي الوالدين.

إن
سلوك الفتاة المراهقة ينتظم ويتشكل بالتدريج، ويتجه نحو مدارج النضوج
والاكتمال، إلا أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب فترة زمنية أولاً، وصبر
وتحمل أولياء الأمور والمربين ثانياً.

يستحدث
عند الفتاة في سن المراهقة، خصوصاً بين سن 12 ـ 13 نوع من الوعي في مجالات
عديدة، أهمها الوعي الديني، والوعي الوجداني، والوعي الفطري، كما وتتأثر
بشكل واضح بأخلاق وسلوكيات الآخرين نتيجة انخراطها في الحياة الاجتماعية.

إن
دخول الفتاة في أوساط المجتمع الغنية بالمحطات والنماذج الحياتية
المختلفة، يبدو في نظرها عالماً جديداً، مليئاً بالأسرار والمفاجآت مما
يضفي عليه عنصر الجاذبية، لذا نرى الرغبة الشديدة في محاكاة الفتاة بما
ينسجم منها مع ميولها ورغباتها النفسية في حياتها الشخصية والاجتماعية
الجديدة.

وبمرور
الوقت يتغير سلوك الفتاة المراهقة (تدريجياً) حتى يصبح في الحياة انعكاساً
لصورة الوضع البيئي الذي يحيط بها، بحيث تلفت فيها الانتباه بما يطرأ على
شخصيتها من تغيرات في علاقاتها الاجتماعية، ومحاولاتها الحثيثة لمحاكاة
الوسط الجديد في السلوك والملبس.

ومن
الجدير ذكره، إن عالم المراهقة خصوصاً ما يتعلق منه بالفتيات، هو عالم
الصفاء والنقاء الروحي الخالص الذي لا تشوبه شائبة، ويمكن ان يبقى كذلك ما
لم تلوثه عوامل الانحراف، يقول عالم النفس الغربي موريس دبس:

إن
أفراد هذه الفئة في سن 15 ـ 17 يهزهم نداء القداسة أو الشهامة بشدة
ويتمنون لو يكون باستطاعتهم إعادة تشكيل العالم من جديد، ومحو الظلم
والسوء منه، وتسييد العدالة فيه.

وهذا هو سر الكثير من الاعتراضات والانتقادات التي يقومون بها أثر ملاحظاتهم لحالات التجاوز في البيت أو في المجتمع.

يلازم
الفتاة التي تعيش المراهقة نوع من الأنانية المفرطة في التعامل مع الوسط
الاجتماعي، لما تمتاز به الفتاة في مرحلة المراهقة من حب الظهور واحتلال
الموقع الذي يجعلها محط اهتمام الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه.

كما
إنه من مظاهر (الأنا) عند الفتاة المراهقة، اهتمامها المتزايد بتزيين
نفسها، وارتداء الملابس الفاخرة، وتصرف الوقت الطويل في الاهتمام بهندامها
وأناقتها، وتجتهد في أن لا تخطأ في الكلام، وأيضاً من المفروض معرفته إن
ما تعتبره المراهقة جميلاً وأنيقاً قد لا يكون كذلك في نظرنا نحن.

إن
سلوك الفتاة خلال فترة المراهقة هو مزيج غير متجانس من الميول والرغبات
وقد وصفت مجموعة الحالات التي تتولد لديها خلال هذه المرحلة بسلوك
المراهقة.

الرغبة في الدين

إن
ما يراه الكثير من علماء النفس والتربية، إن فترة ما قبل المراهقة، في
حياة الفتاة أو الفتى، هي فترة الانجذاب إلى الدين والعبادة والتفاعل
النفسي مع طقوسه، وقد يطلب في خضم حماسه المعنوي إلى والديه أن يساعداه من
أجل بلوغ مراتب الكمال الديني.

ويرى
العلماء، إن الانجذابات والمؤثرات المتأتية من التفاعل مع الوسط البيئي،
تولد في الشخص نوعاً من الحماس والشعور المعنوي، فيتجه إلى الزهد والتقوى،
أو بميل في بعض الأحيان إلى التشكيك بالعقائد والتعاليم الدينية أو رفضها،
وبطبيعة الحال يمكن للمربي الواعي أن يزيل مثل هذه الشكوك ويبدلها باليقين
من خلال التوجيه والإرشاد المنهجي والعلمي الرصين.

كما
نجد إن الفتى أو الفتاة في مرحلة المراهقة ومع وجود الميل والرغبة الشديدة
في الدين، إلا إنه (قد) لا يطيق الأعمال والطقوس الدينية، فعندما يصلي،
مثلاً، يسرع في صلاته، وبنفس الوقت يتجه وبشكل جاد في بعض الحالات إلى
الاهتمام بأداء الطقوس الاهتمام بأداء الطقوس، وخصوصاً عندما يلاقي
تشجيعاً وإشادة من الآخرين في هذا المجال.

لقد أورد هاروكس في كتابه علم نفس المراهق، خلاصة لآراء العلماء حول (المراهق أو المراهقة) ومنها:

(المراهق)
في تغير من الناحية العضوية، وغير ناضج من الناحية العاطفية، وذو تجربة
محدودة، وتابع للوسط البيئي ثقافياً، يريد كل شيء، لكنه لا يعرف ما يريد،
يتصور أنه يعلم كل شيء، لكنه لا يعلم شيء، يحسب أنه يملك كل شيء، وهو لا
يملك شيئاً في الواقع، فلا هو يستفيد من امتيازات الأطفال، ولاهو يستثمر
مزايا الكبار، يعيش في حلم وخيال بينما هو يتعامل مع الواقع، إنه ثمل واع،
ونائم صاح.

ومن
هنا، فإن (المراهقة) بحاجة إلى رعاية واهتمام الأبوين، وأيضاً بحاجة إلى
توجيه من الخارج، والى جليسة ورفيقة كي تخرجها من وحدتها، ولا شك في أن
أفكار وآراء الصديقات أثر بالغ على المراهقة، لكن تبقى المشكلة في أنها
تقضي أكثر أوقاتها لوحدها وتميل إلى الاستغراق في أفكارها وبعيداً عن
الآخرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nursing.7olm.org
 
المراهقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التمريض المصرى :: أقسام التمريض :: الصحة العامه-
انتقل الى: